الاثنين، ٢٢ فبراير ٢٠١٠

من هو عيسى عليه السلام ومن هو محمد رسول الله ؟



"هل انت ذلك النبي – المنتظر - ؟" ( انجيل يوحنا 1:20 )


من كان "ذلك النبي" ؟

مقارنة بين عيسى –عليه السلام- ومحمد -عليه الصلاة والسلام

"ذلك الشخص المواسي، روح الحقيقة، هو الذي سوف يرسله الله باسمي، سوف يعلمكم جميع الأشياء وسوف يذكركم بكل ما أخبرتكم به"

الكتاب المقدس – يوحنا 14: 26

قال تعالى على لسان عيسى ابن مريم {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}

القرآن الكريم – 61: 6

سأل كبار الكهنة واللاويين(أفراد قبيلة لاوي العبرانية) يوحنا المعمدان: "إذا لم تكن عيسى (المسيح) ولم تكن إلياس، فهل أنت ذلك الرسول؟"

الكتاب المقدس – يوحنا 1: 20

عندما سأل كبار الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان من يكون، وجهوا له ذلك السؤال بشكل غريب جداً. في البداية سألوه هل أنت المسيح المنتظر (عيسى أو يسوع باللغة اليونانية)، فكان جوابه أنه ليس المسيح الذي كانوا يتطلعون إليه. ثم سألوه بعد ذلك، هل أنت الرسول إلياس؟ فأجابهم مرة أخرى "لا". والآن يأتي الشق الغريب من السؤال. سألوه أخيراً، هل أنت "ذلك الرسول؟"

هل أنت المسيح؟ (لا)

هل أنت إلياس؟ (لا)

هل أنت ذلك الرسول؟ (لا)

فماذا كانوا يعنون بكلمة "ذلك الرسول؟" نحن بالطبع نعرف من هو عيسى (عليه السلام)، كما

أن جميع النصارى يفترض أنهم يعرفون أن كلمة عيسى

Christ" " هي مختصر لكلمة المسيح باللغة اليونانية " Christos "، وهو نفس المعنى المستخدم في اللغة العبرية لكلمة "المسيح".

إن اليهود قبل ألفي عام كانوا بالتأكيد يبحثون عن المسيح الذي تنبأت به كتبهم وكانوا يعلمون أنه سوف يخرج ويقودهم إلى النصر على أعدائهم وبذلك يسترجعون سيادتهم على العالم. فقد كانوا مضطهدين تحت السيطرة الرومانية، وحتى ملوكهم اليهود كانوا مجرد دمى يلعب بها الكفار. ولذلك، كانوا سوف يتذوقون طعم السعادة الغامرة لو رأوا شخصاً ما قادماً ليهزم ملوك الرومان والأشخاص الذين يعينونهم للرقابة على الأرقاء.

عندها سأل الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان فيما إذا كان هو الرسول إلياس وقد عاد بعد غياب طال مئات السنين. فقد كان متداولاً بينهم أن إلياس سوف يعود مرة أخرى، ولكن مرة أخرى، كان جواب يوحنا المعمدان بالنفي.

إذاً، من يكون؟ لقد تعجبوا من هذا الرجل الذي يعيش في الصحراء وترك الثروة والرفاهية وآثر الصوم وهجر ملذات الحياة الدنيا.

ثم سألوا يوحنا المعمدان مرة أخرى من يكون، فقالوا: "هل أنت ذلك الرسول؟" ولكنه أجاب بأنه "ليس ذلك الرسول" ولكنه أخبرهم بعد ذلك عن شخص سوف يأتي بعده قريبا، وقال بأنه – أي يوحنا - لا يعادل رباط حذاء ذلك الشخص.

ومع ذلك، فإن ذلك ليس جواباً شافيا على السؤال، "فمن كانوا يتوقعون مع المسيح؟ هل كانوا ينتظرون شخصاً مثل محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ (ربما)

من هو ذلك الرسول؟

استمر في القراءة واعرف من هو "ذلك الرسول" وما هي البراهين الأخرى التي يمكن اكتشافها في النصوص المقدسة لإثبات هذه الفكرة.

لقد كان المسلمون لعدة قرون يعتقدون أن عيسى (عليه السلام) كان "ذلك الرسول" المذكور في كلمات إنجيل يوحنا. فقد ذكر القرآن الكريم أن الصفات الرئيسية لرسالة عيسى (عليه السلام) أنها "تبشر" أو "تزف البشائر" حول الرسول القادم محمد (صلى الله عليهم وسلم). فخلال فترة رسالته القصيرة التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، والتي أبدت خلالها أمته العدوان تجاهه، بشرهم عيسى (عليه السلام) بنبي اسمه أحمد (وهو أحد صيغ اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم") وهو آخر رسول يبعثه الله تعالى وسوف يكمل به الشريعة السماوية نظريا وعملياً. وقد ذكر القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}

القرآن الكريم – 61: 6

لقد بيّن القرآن الكريم أن اسمه "أحمد" وهو أحد صيغ كلمة "محمد" (صلى الله عليه وسلم)، فهو تماما كما هو شائع في اللغة الإنكليزية، مثل اسم جوزيف، يشار إليه بصيغة مختصرة مثل "جو" أو "جوي" وكذلك أسماء من مثل "جوناثان" تختصر بكلمة "جون" "جاك" أو جوني"، ونفس المبدأ ينطبق في اللغة العربية على اسم "محمد"، "أحمد" و "حمد" وهي بعض الأسماء المشتقة من الجذر "حمد" في اللغة العربية، ويمكن فهمها على أنها "الشخص الذي يحمد الله، أو الشخص المحمود، أو الحامد وغيرها من المعاني.

وقد ذكر عبد الله يوسف علي أثناء ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية أن "أحمد أو محمد أو المحمود، هي ترجمة للكلمة اليونانية Periclytos ، وقد تم ترجمة هذه الكلمة في إنجيل يوحنا الحالي 14: 16، 15: 26، و 16: 7، على أنها تعني "المواسي" ويمكن أن تعني أيضا "المؤيد أو المحامي، وهو الشخص الذي يستعان به لمساعدة وإراحة الآخرين، أو الصديق اللطيف. ومحمد (صلى الله عليه وسلم) كان معروف منذ ولادته بأنه الشخص الذي جلب الراحة والهدوء إلى عائلته وأصدقائه والغرباء على حد سواء، وخاصة في جمع أواصر القرابة والحب الأخوي.

ومن الألقاب التي ذكرت عن محمد (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب المقدس (أو على الأقل ما بقي منه في اللغة الإنكليزية)، كلمة "روح الحقيقة"، وكلمة الصادق باللغة العربية هي تماما معنى تلك الكلمة وهي من الأسماء الذي اشتهر بها محمد (صلى الله عليه وسلم) بين من عرفوا صدقه وأمانته.

وفي إنجيل العهد الجديد، بحسب يوحنا، وعدهم عيسى (عليه السلام) أن ذلك الشخص "المواسي" أو "الذي يساعد ويريح الآخرين" أو "المؤيد" سوف يأتي، في أربعة مواضع (يوحنا 14: 16، 14: 26، 15: 26، 16: 7). ومن المعروف بديهيا أن عيسى (عليه السلام) لم يعد خلال فترة حياتهم ولم يظهر أي رسول آخر آنذاك، ولذلك توصل المفكرون المتأخرون إلى القول أن عيسى (عليه السلام) ليس هو "شخصيا" من سيظهر، بل سوف يعود على "شكل روح". وهذا جعل بعض النصارى يعتقدون أنه الروح القدس الذي سينزل على الحواريين في يوم عيد الحصاد (الفصل 2) ليشهد عن المسيح ويدلهم على الحقيقة برمتها ويكون مع المؤمنين إلى الأبد ولن يموتوا بعد ذلك أبداً (يوحنا 3: 16) وسوف يعيشون حياة خالدة. كما أضاف بعضهم بعض الآيات لاحقا (انظر الملاحظات الهامشية بخصوص النسخة القياسية المعدلة عن الإنجيل) إلى الجزء الأخير من مرقس (16) حيث تنزل الروح إليهم بشكل يتخيلون فيه أنفسهم قادرين على التحدث بلغات جديدة، يلتقطون الأفاعي، يضعون أيديهم على المرضى فيتماثلون للشفاء، ويشربون السم ولا يؤثر ذلك فيهم شيئاً. (لوقا 23: 17- 18).

ومن النقاط الجديرة بالذكر أيضا، أن ذلك الشخص "المواسي" أو "المؤيد" أو "روح الحقيقة" سوف يسكن معنا من الآن فصاعداً. ومن المعروف حاليا أن كل شخص يمكنه أن يرى تأثير محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته في "عبادة إله واحد لا شريك له" والتي لا تزال مستمرة منذ فترة طويلة بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم).

المقال منقول دون تعديل أو حذف
المصدر: موقع .RasoulAllah.net
-----------------------------

الخميس، ١٨ فبراير ٢٠١٠

دلائل وجود الله فى الكون



إن من أعظم الحقائق وأجلاها في الفطر والعقول حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ، هذه الحقيقة التي اتفقت العقول على الاعتراف بها - وإن أنكرتها بعض الألسن ظلما وعلوا - ، فهي من الوضوح بمكان لا تنال منه الشبهات ، وبمنزلة لا يرتقي إليها الشك .


ففي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد

وقد تنوعت دلائل وجود الله سبحانه ابتداء من ضمير الإنسان وفطرته ، إلى كل ذرة من ذرات الكون ، فالكل شاهد ومقر بأن لهذا الكون ربا ومدبرا وإلها وخالقا . وأولى هذه الدلائل دليل الفطرة ، ونعني به ما فطر الله عليه النفس البشرية من الإيمان به سبحانه ، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الدليل فقال : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }( الروم: 30 )، وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون ، وإن غطته الشبهات ،ونالت منه الشهوات ، إلا أنه سرعان ما يظهر في حالات الصفاء وانكشاف الأقنعة. وفي الواقع أمثلة كثيرة تدلنا على ظهور الفطرة كعامل مؤثر في تغيير حياة الإنسان من الإلحاد إلى الإيمان ، ومن الضلال إلى الهدى ، فذاك ملحد عاين الموت تحت أمواج البحر ، فبرزت حقيقة الإيمان لتنطق على لسانه أن لا إله إلا الله ، فلما نجاه الله أسلم وحسن إسلامه .

وحادثة أخرى تتحدث عن طائرة تتهاوى بركابها ، فتتعالى أصوات الإيمان منهم وقد كانوا من قبل أهل إلحاد وكفر ، وقد سجل الله هذه الظاهرة في كتابه الكريم في أكثر من آية،منها قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الاسراء:67). فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع .

وثمة دليل آخر لا يقل قوة وأهمية عن دليل الفطرة وهو ما أسماه أهل العلم بدليل الحدوث ، ومفاد هذا الدليل أنه لابد لكل مخلوق من خالق ، وهذه حقيقة يسلم بها كل ذي عقل سليم ، فهذا الأعرابي عندما سئل عن وجود الله قال بفطرته السليمة : البعرة تدل على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العزيز الخبير . فلله ما أحسنه من استدلال وما أعجبه من منطق وبيان .

ومن الأمثلة الأخرى التي تدل على هذه الحقيقة ما روي من أن أحد العلماء طلب منه بعض الملاحدة أن يناظره في وجود الله سبحانه ، وحددوا لذلك موعدا ، فتأخر العالم عنهم وكان تأخره عن قصد ، فلما جاءهم وسألوه عن سبب تأخره قال : لقد حال بيني وبين مجيء إليكم نهر ، ولم أجد ما ينقلني إليكم ، غير أن الأمر لم يطل حتى أتت سفينة ، وهي تمشي من غير أن يقودها قائد ، أو يتحكم فيها متحكم ، فصاح به الملاحدة ماذا تقول يا رجل ؟!! فقال لهم : أنتم أنكرتم أن يكون لهذا الكون خالقا ، ولم تصدقوا أن تكون سفينة من غير قائد ، فاعترفوا وأقروا .

وقد نبه القرآن إلى هذا الدليل في مواضع كثيرة ، قال تعالى : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون () أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون }(الطور:35-36) هما احتمالان لا ثالث لهما إلا الاعتراف بوجوده سبحانه والإيمان به . الاحتمال الأول: أن يكون هذا الخلق من غير خالق ، وهذا مستحيل تنكره العقول إذ لا بد للمخلوق من خالق وللمصنوع من صانع ، فالعدم لا يخلق . والاحتمال الثاني : أن يكونوا هم الذين خلقوا أنفسهم وخلقوا السماوات والأرض ، وهذا مستحيل أيضا إذ لم يدَّع أحد أنه خلق نفسه فضلا عن السماوات والأرض ، ولو ادعى مدع ذلك لاتهم بالجنون والهذيان ، إذ إن فاقد الشيء لا يعطيه ، فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا ، وهذا دليل غاية في القوة والبيان لذلك عندما سمعه جبير بن مطعم قال : " كاد قلبي أن يطير " كما ثبت ذلك عند البخاري . فهذه بعض الأدلة على وجوده سبحانه ، وهي أدلة من تأملها وأمعن النظر فيها لم يسعه إلا التسليم بها.

المصدر: موقع Islamweb.net
----------------------------------

الثلاثاء، ١٦ فبراير ٢٠١٠

زلزال أمريكا !

الحمد لله ربِ العالمين.


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله، بلّغ الرسالةَ وأدى الأمانةَ، ونصح الأمة، وجاهد في اللهِ حتى أتاه اليقين، فصلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه وسلّم تسليما كثيرا.

أيها الناس!

إن في وقائعِ اللهِ عبرا، وفي أيامِ اللهِ عظات، وإن الذي لا يتدبرُ في الحوادثِ ولا بالأيامِ ولا بتصريفِ الأمورِ لهو أحمقُ بليد.

وقبل أيامٍ ضربَ زلزالُ عنيفُ أمريكا، ضربَها على أنفِها من الله الواحدِ الأحد، زارَها في الليل، أمست في ليلةٍ هادئةٍ، معها قوتُها وجيوشُها، ومصانعُها، وطائرتُها، ولكن لم يخبرُهم اللهُ أنه سوف يدمرُهم، أتاهم العذابُ بغتة:

أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ.

أتاهم في ما يقاربُ الساعةَ الثامنة، وهذا موعدُ لمن يعرفُ ذاك التوقيت بعد أن ينتهوا من أعمالِهم بالساعةِ والنصف، فلما باتوا ما بيتَهم الله، لم يخبرُهم جهازُ الإنذار، ولا الرادار أن هناكَ جزاءً لهم موعودا عند الواحدِ الأحد، بل وصل الموعودُ من الله لأمةٍ تهتكت في حدودِ الله، أتاهم في أكبرِ مدينِهم، في سانفرانسسكو، ومن يعرفُها يعلمُ أنها من أكبرِ المدن، اكتظت بالسكان، وهدرت بالمصانع فأرسل اللهُ عليها زلزالا. كم أخذ من مدة؟ اثنتي عشرةَ ثانية:

ما بين طرفةَ عينٍ وانتباهتِها........ يغيرُ اللهُ من حالٍ إلى حال

أين القصورُ التي كانت مشيدةً ...... أين العماراتِ من رئل ورئبالِ

صاروا هباءً منثورا، اثنتي عشرةَ ثانيةً فتحولت الجسورُ إلى الأرض، والقصورُ إلى الساحات، وارتفعت أصواتُ النساءِ العاهراتِ في الفنادق، وكبكبتِ الخمورُ على رؤوسِ المجرمين، وتحطمتِ السياراتُ، وتعطلتِ الطائراتُ، وفرقعتِ القطاراتُ، وتوقف الناسُ يقولون ما لنا؟

ما لكم؟: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ 0

أمريكا! أتدرون ماذا فعلت؟

صنعتِ الطائرة، قدمتِ الثلاجة، أنتجتِ البرادة، صنفتِ الصواريخ، لكنها فسدت في عالمِ الروح:

يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ.

ما استعدوا للقاءِ الله، نجاسةُ وعهرُ وزنىً وربىً وفحشُ ونهبُ وسلب، أمريكا! فسدت في عالمِ الروح:

بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ.

أمريكا! يقولُ عالمُهم مؤلفُ كتاب "الإنسانُ لا يقومُ وحدَه": إن أمريكا تسعى إلى الهاويةِ 100% لأنها ما عرفت الله. وفي كتابِ "اللهُ يتجلى في عصرِ العلم" وقد أللفَه نخبةُ من الأمريكان الذينَ أسلموا يحذرونَ شعبَهم العارَ والدمار والنار، ولكن من يعي!

في أوكلاهوما وقد رأينا تلكَ البلدة، وأخبرنا مسلمُ أمريكيُ من تلك الولايةِ انه ثبت في التقاريرِ أن جامعةَ أوكلاهوما فيها عشرونَ ألف فتاةِ كلُهنَ حبلى من الزنى، عشرون ألف فتاةٍ يدرسنَ في تلكَ الجامعةِ كلُهنَ حبلى من الزنى.

أي حضارة!

في بلدٍ أفكارُه منكوسـة ....... تُثقلُه بصائرُ مطموسـة
يقدسون الكلبَ والخنزيرَ ...... ويبصرونَ غيرَهم حقيرا
ما عرفوا اللهَ بطرفِ ساعة ... وما استعدوا لقيامِ الساعة
فهم قطيعُ كشويهاتِ الغنم ..... جدٌ وهزلٌ وضياعٌ ونغم
من دمرَ العمال في بولندا ...من سحق الشعوبَ ومن أتى في الرقِ في بولندا
من الذي ناصر إسرائيلَ ... حتى تصبَ عُنفَها الوبيلَ
استيقظوا بالجدِ يومَ نمنا ... وبلغوا الفضاءَ يوم قمنا
منهم أخذنا العودَ والسيجارة... وما عرفنا نصنعُ السيارة

إننا آثمون يومَ ما صنعنَا كما صنعوا، وإنهم آثمونَ يومَ ما أسلموا كما أسلمنا، نقصوا في الإسلامِ ونقصنا في العمل، ولا يعُفينا نقصنا، وأما هم فكفارُ ملاحدَةُ زنادقَه.

أمريكا التي تقدمَ رجلُ فيها يشتكي رجلاً ضربَ كلبَه حين اعتدى عليه في المطار، والكلبُ عندَهم آيةُ من الآيات، يغسلونَه في الصباحِ ويقبلونَه في المساء، ينامُ على السريرِ ويستيقظُ مبكرا على الإفطار، ويركبُ السيارةَ مع أكبر أميرٍ أو مسئولٍ منهم، ضُربَ كلبُ فقدمَت عريضةُ فيه فقال العالم:

وأين شعبُ فلسطين؟

ضُربوا بالهروات، كُسرت رؤوسَ الآباءِ والأمهات، اسقطَ الشيوخُ على الأرصفةِ، هُدمت المساجدَ وسُحقَت الدور،دُمرَت القصورَ ولا احتجاج!

تنصفونَ كلبا يا أعداءَ اللهِ من أنفسِكم ولا تنصفونَ شعبا كاملا!

إن هذا درسُ للمسلمينَ عام، ودرسُ للفلسطينيينَ خاص أن هيئةَ الأممِ لن تنتج لهم نصرا ولن تقدمَ لهم طائلا.

ولقد ظنَ الروسُ أن أفغانستانَ سوف يتقدمونَ إلى هيئةِ الأممِ، لكن كفروا بهيئةِ الأمم، لم يقدموا شكوى بل قدموا الصواريخَ، لم يقدموا عريضةَ بل حملوا الكلاشنكوف:

يا مجلس الأمنِ هد اللهُ ركنَك ...... ما تزالُ للأمن دوما غلتَ مغتصبا

أنت الذي حرمَ المسلوبُ دمعتَه .... وأنت أرضيتَ أهلَ الفحشِ والغُرباء

هذا لمن يحتكمُ بالطاغوت، ودرسُنا اليوم:

كيف نأخذُ عبرا من ذلكم الزلزال الذي ضرب أمريكا على أنفِها؟

قامَ جهازُ (رختر) فسجلَ سبعةً وواحد من عشرة، ولو سجلَ عشرة لدُمرت أمريكا، قوةُ عُظمى ولكن اللهَ أعظم، صواريخُ ولكن: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

قدرةُ الواحدِ الأحد، من الذي يعترضُ على الله! ومن الذي يريدُ أن يحاربَ الله؟ وكيف حاربوا الله؟

حاربوا اللهَ يومَ كفروا.

حاربوا اللهَ يوم أخرجوا الفتاةَ عاريةً عاهرةً زانيةً سافرةً في الجيشِ وفي المصانعِ وفي الوظائفِ.

حاربوا اللهَ يومَ سيروا الدعارةَ والخمرَ والزنى والربى في العالم.

حاربوا اللهَ يومَ قاموا مع الأقوياءَ فسلبوا حقوقَ وتراثَ وجاه الشعوب.

قال سبحانَه: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.

يقولُ أحدُ التقاريرِ من هناك: خرج كبارُ الموظفينَ في المدينةِ وأخبروا أهاليِهم عبر هاتفَ السيارةِ أنعم سوفَ يصلون إلى بيوتِهم بعد دقائقَ، لكن اللهَ لم يمكنَهم دقائق، كتب أن لا يصلوا فضربَهم بالزلزالِ فدمرَ القادمُ، ودُمرَ المستقبِلُ فأصبحوا شذر مذر.

وقف رئيسُهم (بوش) قبل أيامٍ ونظر إلى العِماراتِ وهي منكسةُ فقال: خطأ من علماء الهيئةِ يومَ ما قرءوا تقاريرَ التربةِ والقشرةِ ألرضية.

قلنا يا (بوش) ويلَك من الله! لأمرُ أعظمُ من ذلك، القدرةُ من السماء: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ. وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ.

أنتمُ الذين تسببتم في هذا، وهذا قليلُ من عقابِ الله:

وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ.

وقال سبحانَه: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُكْراً * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً.

واللهُ يقولُ وهو يصنفُ الأقوامَ على مسرحِ الحياةِ كما يقولُ بعضُ المفكرين: كلما كشفت أمةٌ ووقفت على المسرح أهلكَها، ثم يرفعُ الستارُ عن أمةٍ أخرى فيهلِكُها، ثم يقولُ اللهُ في الأخير: وعادا!

يعني اسمعوا يا امةَ محمدٍ، يا أمةَ الإسلام، يا أيتُها الأمةُ الخالدةُ أسمعوا إلى العقوبات:

وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ.

وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ.

انظروا إلى الأحقاف، أنظروا إلى سواحلِ اليمن، انظروا إلى قُرى قومَ ثمود، انظروا إلى أراضي المؤتفكات:

وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ. ومن؟ وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ.

هذا موجز وإليكم التفصيل:

فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.

يا مسلمون!

من ينجينا من الزلازلِ والفتن!

من ينجينا من البراكينِ والمدلهماتِ!من ينجينا من عذابِ الله ومن لعنةِ الله ومن عقابِ الله ومن أخذِ الله!

من ينجينا من نارٍ تلظى!

الأيمان، لا ينجينا إلا الأيمان، المساجد، الصلواتُ الخمس، القرآن، سنةُ محمدٍ عليه الصلاةُ والسلام، التواصي بالمعروف، التناهي عن المنكر، فعلُ الخير، هذا هو النجاة:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً.

ولكن نسألُ الذين ينهارونَ وينهالونَ وينسحقونَ ويسرعون إلى حضارةِ الغربِ بأرواحِهم ونقولُ لهم:

أتريدونَ أن يتحولَ المجتمعُ المسلمِ إلى مجتمعٍ كمجتمعِ أمريكا! أو فرنسا أو إسرائيل!

أتريدونَ أن يبقى الإنسانُ نهبا وسلبا وخوفا وتمزقا!

واللهِ لقد عاشوا الويلاتَ في قلوبِهم، فاضطربوا ومُرِضوا واهتموا واغتموا، ومن أرادَ الوثائق فليراجع كتاب الأمريكي: دع القلق وأبدأ الحياة، ووللهِ لقد عاشوا التوترَ في أعصابِهم، وعاشوا الانهيارَ الخُلقي العجيب.

امراةُ تستضيف رجلا مع زوجِها فيفعلُ بها الفاحشةَ في بيتِ زوجِها وهو يعلمُ ولا ينكر، فتاةُ تسافرُ من أبيها وتعودُ حبلى بلا زواج.

خمرُ يسكبُ ويشربُ كما يشربُ الماء.

زنىً وفحشُ يعلنُ في الصحفِ والمجلات والأفلامِ والمسلسلات.

أشرطةُ الفيديو وأفلامُ الجنسِ تعرضُ على العالم.

وبعضُ الناسِ طمسَ اللهُ على قلبِه ينادي بحضارتِهم!!! أي حضارة!

فقل للعيونِ الرمدِ للشمسِ أعينٍ .... تراها بحقٍ في مغيبٍ ومشرقِ

وسامح عيونا أطفئَ اللهُ نورَها .... بأبصارِها لا تستفيقُ ولا تعي

وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.

يا من طالعَ الصحفَ وسمعَ الأحداث، يا من أستمعَ إلى الأخبارَ أعلم أن كلَ ما تم في العالمِ فبقضاءِ وقدرٍ من الواحدِ الأحد، وفيه عظاةُ ودروسُ ولكن من الناس كما قال الله:

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ.

أقولُ ما تسمعونَ وأستغفرُ الله العظيم الجليلً لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التوابُ الرحيم.
......................

الحمدُ للهِ ربِ العالمين، وليُ الصالحين، ولا عدوانا إلا على الظالمين، والصلاةُ والسلامُ على إمامِ المتقين، وقدوةِ الناسِ أجمعين، وعلى آله وصحبِه والتابعين.

أما بعدُ عبادَ الله، فاللهُ يذكرُ لنا ما فعلَ بالقرى يوم كفرت بـأنعمِ الله، يوم عطلت حدودَ الله، يومض تنكرت لشرعِ الله، أسمع إلى قولِ اللهِ تبارك وتعالى:

لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرىً ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

سـبأ قريةُ تسكنُ في اليمن لهم سدُ عظيمُ يملأهُ اللهُ كل سنةٍ بالماء، أنبتَ لهم أنوعَ الثمرات مثلما أنبت لنا اليوم أنواعَ الخيرات، سلوا العالم كيف نعيشُ من رغد! سلوا الدنيا أي بلدٍ أسعدُ من بلادِنا!

أمنُ ورخاء، سهولةُ ويسر، فواكهُ الدنيا، ثمراتُ الدنيا، ملابسُ الدنيا، أدواتُ الدنيا:

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ.

عاشوا في سبأَ كما عِشنا:

جنتانِ عن يمينٍ وشمال، لكل رجلِ في سبأ بستانان عن اليمينِ وعن الشمال.

ذكرَ المفسرونَ أن عذقَ النخلةِ في سبأ كان لا يحملُه إلا فرسانِ اثنان.

النخلةُ تطلعُ في السنةِ مرتين.

الماءُ ينهمرُ كالسلسالِ من تحتِ أرجلِهم.

ظلل اللهُ عليهم بالغمامِ فلا يرونَ الشمسَ إلا نزهةً.

المرأةُ تحملُ الإناءَ وتمرُ من تحتِ الشجرِ المثمر فيمتلئُ من كثرةِ ما يتساقطُ فيه.

الطيورُ التي ترفرفُ على الرؤوس.

النسيمُ والعليل، الرخاءُ والسعة، كلُ شيءٍ.

لكن ماذا فعلوا؟

عطلوا أمر اللهِ، اللهُ يقول: آمنوا بالله، فيقولونَ كفرنا.

يقول الله أسمعوا، قالوا سمعنا وعصينا.

كما يفعلُ بعضُ الناسِ اليوم، يسكنُ فلة، سيارةُ فاخرة، منصبُ مرتفع، مال وشيكات وأبناء، جارُ للمسجد لا يصلي في المسجد قد طبع اللهُ على قلبِه، مجرمُ يعينُ على فسادِ قلبِه بنفسِه:

تقولُ له أستمعِ القرآنَ، قال لا بل شريطُ غنائي.

أنظر إلى آياتِ اللهِ في الكون، قال لا بل فيديو مهدم.

أستمع إلى التلاوةِ، قال لا بل أغنيةُ ماجِنة.

أقرأ في كتبِ الإسلام، قال لا بل مجلةُ هابطة.

سبحان الله، هذا لأنَه لا يرى إلا بعينِه التي يرى فيها الحيوان:

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً.

قال اللهُ لأهل سبأ آمنوا، قالو كفرنا، فماذا أرسل اللهُ عليهم؟

أأرسلَ عليهم جيشا من السماء! لا بل هم أقلُ وأذلُ من ذلك، ماذا فعل اللهُ بهم؟ أرسل عليهم فأرة.

يقولُ المفسرون: أرادَ اللهُ أن يخوفَ قومَ فرعونَ فأرسلَ عليهم قملا وضفادعا وجرادا.

وأرادَ أن يهلكَ نمرودا أبنُ كنعان فأرسل عليه بعوضةً دخلت في دماغِه فقتلته.

وأراد أن يهلك سبأً فأرسل عليهم فأرة ثم قال سبحانَه:

وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ.

مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز.

نخرتِ الفأرةُ سدَهم، وفي الصباحِ تدكدكَ السدُ فاجتاحَ الماءُ الهائج بأمواجٍ كالجبالِ مزارعَهم، وبيوتَهم ومطارحَهم، وأشجارَهم، فأصبحوا يولولونَ ويبكونَ في رؤوسِ الجبال، لماذا؟

فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ.

ويقولُ سبحانَه: فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.

كلُ القبائل أعظمُها من اليمن، وأنتم وأجدادكم (الأزد) كانوا في سبأ، فتفرقَ جدنا الأزدي أربعة أقسام، لأنا جدنا عصا الله، فلا نريد نحن أن نعصي ربنا، أبناء عمومتنا في عُمان، والابن الآخر في العراق وهم المناذرة، والابن الثالث في الشام وهم الغساسنة، والرابع نحن في الجنوب ومنا (الأوس والخزرج) أنصار محمد (صلى الله عليه وسلم):

أنا ابن أنصارك الغر الأولى سحقوا ... جيش الطغاة بجيش منك جرار
نحن اليمانين يا طه تطير بنا ........ على لروابي العلا أرواح أنصار

نريد أن ننتسب إلى الأنصار لا إلى جدنا الظالم الأول الذي كفر بأنعم الله.

نريد أن نكون مؤمنين مصلين صائمين صادقين ليحشرنا الله مع أبناء عمومتنا سعد ابن معاذ، وسعد ابن عبادة، وأبي ابن كعب، ومعاذ ابن جبل، وحسان ابن ثابت، ولأن لا يحشرنا الله مع الظلمة الأزد الأول، وأنمار وقحطان ويشجب، لأنهم شجبوا شريعةَ الله.

فصلتُنا بالواحد الأحدُ أيها المسلمون:

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ.

اللهم صلي على عبدِك ورسولِك محمد، وأرضى على أصحابِه الأطهار، ونحن معهم بمنك وكرمِك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أصلحِ الشعوب، اللهم ردنا إليك ردا جميلا.

اللهم لا تعمي أبصارَنا، ولا تسلط علينا بذنوبِنا ما لا يخافك فينا ولا يرحمنا.

سبحان ربِك ربُ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

---------------------------------------------------------------------
هذا المقال أعلاه منقول كاملاً كما هو دون تعديل
المصدر: موقع IslamDoor.com
كاتب المقال كما ذكر فى موقع المصدر هو: عائض بن عبد الله القرنـــي

---------------------------------------------------------------------